فتاة وحيدة ف ظل أحلامها
تنظر في مرآتها فلا تجد سوى نفسها .. لا تجد حولها من صديقاتها ولو واحدة منهن .. حتى
أخواتها .. لسن في نظرها صديقات أو خليلات لها رغم اهتمامهن الزائد بها مراعاة لمشاعرها ..
بقصد التقرب اليها..
اما سبب شعورها هذا فهو ان اخواتها يكبرنها سنا وبذلك لا يجارينها التفكير .. تحدث الآخرين باحثة عن اندماج
بينها وبين الطرف الآخر لكنها مهما فعلت لا تجده .. تحاول ان تغير نفسها
على الدوام الى الافضل لكي يحبها الغير وينتقيها صاحبة له .. ولكنها فتاة مبدعة .. يأخذها
خيالها في ابداعها الى سماء عالية فتذكرها الحانها بزقزقة العصافير الصغيرة .. الجميلة
والمحلقة .. تتخيل نفسها واحدة منها فتحلق مكتشفة هذا العالم الغريب وطبيعته الخلابة
فتطفئ نيران وحدتها بتلك الأمطار السريعة الهطول او تلك الثلوج ذات الباض الناصع ..
وتدفئها في تلك الاجواء الباردة تلك الغيوم السماوية التي تهب لها الدفء الحنان واما عن
تلك الغيوم فهي تكتشف لتلك الفتاة المبدعة كل هذا العالم الغريب الذي منه البريومنه البحري ..
فيه الطبيعي الجميل وفيه الصناعي الملوث .. وفجأة سمعت تلك الفتاة أصوات
الرعد المخيف بدأت بالارتجاف خائفة من تلك الأصوات !! وعندما افاقت من نومها كانت قد
هدأت فتنهدت وقالت: صدق والله من قال:
... يمكن للانسان ان يكون صديق نفسه ... وتابعت القول فرحة ولأول مرة في حياتها: نعم
يمكنني ان اصادق نفسي !!.